تواجد عدد من أفضل لاعبي العالم في كأس القارات 2009 FIFA ومن الممكن القول أنهم إرتقوا الى مستوى التوقعات والحدث ولم يخيبوا الآمال المعقودة عليهم. ولعب نجوم من طراز فرناندو توريس وكاكا وتيكو موديسي دوراً هاماً في مساعدة منتخباتهم للتأهل الى دور الأربعة ولكنهم لم يكونوا اللاعبين الوحيدين الذين لمعوا حتى الآن في "مهرجان الأبطال". وإغتنم بعض من اللاعبين الأقل شهرة الفرصة التي سنحت لهم من أجل التألق على المسرح العالمي. ومع إنتهاء الدور الأول، يلقي FIFA.com نظرة على بعض الإكتشافات الذين تركوا بصمتهم في مهرجان الأبطال.
أسبانيا تجنح الى اليسار
نجح المنتخب الإسباني ببراعته الهجومية الفائقة وبالتشكيلة وطريقة اللعب اللتين قادتاه الى المجد في كأس أوروبا 2008، في فرض هيمنته على المجموعة الأولى. ولاحظ محبذو الإحصائيات أن سبعة من الأهداف الثمانية التي سجلها جاءت من الجهة اليسرى. وقد لا يكون خوان كابديفيا الذي مرر كرتين حاسمتين في المباراة التي حقق خلالهما المنتخب الإسباني فوزاً ساحقاً على نيوزيلندا، اللاعب الأكثر شهرة لكنه ودون أدنى شك ركيزة أساسية في تشكيلة بطل أوروبا. ومنذ انطلاق البطولة، نجح لاعب فياريال بتوغلاته على الجهة اليسرى في خلق عدد كبير من الفرص لمنتخب بلاده وهو مرر ثلاث كرات حاسمة ليتصدر لائحة أفضل المررين مشاركة مع المصري محمد أبو تريكة.
وفي الجبهة الأمامية، هناك لاعب آخر يلعب على الجهة اليسرى وتأقلم بشكل مثالي مع طريقة لعب أبطال أوروبا واكتسب ثقة المدرب فيسنتي دل بوسكي، وهو ألبرت رييرا الذي لعب دوراً أساسياً في اعتماد أسبانيا على الإنطلاق والتوغلات من الجهة اليسرى بفضل تمريراته المتقنة وتسديداته القوية.
وحرصت جنوب أفريقيا المضيفة أن تقدم لجمهورها فرصة مواصلة الإحتفال مع وصول "مهرجان الأبطال" الى دوره نصف النهائي وذلك بإنتزاعها المركز الثاني في المجموعة الأولى. وفي الوقت الذي كان الجميع يتحدث عن ستيفن بينار وتيكو موديسي، أصبح إسم ماثيو بوث على لسان جميع المشجعين في المدرجات. فبعد سلسلة من العروض المميزة في خط الدفاع وبعد نجاحه في الوقوف بوجه فيا وتوريس - الثنائي المهاجم الأفضل في العالم بحسب بوث شخصياً - أصبح العملاق الذي يبلغ طوله 6 أقدام و6 بوصات، محبوب الأمة. كما قدم الثنائي سيبونيسو جاكسا وتسيبو ماسيليلا أداءً مميزاً في خط الدفاع وساهم جهدهما وثبات مستواهما في أن يكونا قريبين من صدارة مؤشر Castrol.
خلف جدير
سيواجه المنتخب المضيف في نصف النهائي فناني البرازيل. ولا يحتاج لاعبون مثل كاكا وروبينيو ولوسيو ولويس فابيانو إلى التعريف ولكن أندريه سانتوس وفيليبي ميلو وراميريس قد يكونوا أقل شهرة من زملائهم الكبار. ولكن ظهير أيسر كورنثيانز أندريه سانتوس فرض نفسه الخلف الأمثل لروبرتو كارلوس ونجح في تطوير تفاهمه مع فيليبي ميلو من مباراة إلى أخرى. واختبر المدرب كارلوس دونجا السباعي أندرسون وأدميلسون وفرناندو وهرنانيس وجوزويه ومينيرو وتينجا في محاولة منه لسد فراغ مركز لاعب الوسط المدافع ولكن يبدو أنه وجد أخيراً ضالته المتمثلة بميلو. فإلى جانب قدرته على إفتكاك الكرة ومهارته التمريرية يتميز لاعب وسط فيورنتينا أيضاً بقوته في التعامل مع الكرات العالية وهو جسد هذا الأمر بتسجيله الهدف الأول لمنتخب بلاده في المباراة التي تغلب خلالها على الولايات المتحدة الأمريكية 3-0. في المقابل لا يزال راميريس قيد الإختبار بالنسبة لدونجا ولكن عندما منحه المدرب الفرصة اغتنمها وأظهر سرعة عالية جداً قبل أن يحضر الكرة على طبق من فضة لروبينيو الذي سجل الهدف الثاني في المرمى الأمريكي.
أخيراً ورغم عدم تأهلهم الى نصف النهائي، استغل بعض من لاعبي المنتخبات الأربعة التي خرجت كأس القارات ليظهروا للعالم ما بإمكانهم فعله. وفيما كانت الأنظار موجهة إلى القوة الهجومية الضاربة للمنتخب الإيطالي والمتمثلة بلوكا توني وألبرتو جيلاردينو وفيشنزو ياكوينتا، كان المهاجم الوحيد الذي وجد طريقه الى الشباك في صفوف المنتخب الأزرق هو البديل والأصغر سناً جيوسيبي روسي الذي سجل هدفين بعد دخوله كبديل في المباراة التي حسمها أبطال العالم 3-1 أمام الولايات المتحدة الأمريكية.
أما في ما يخص خط الدفاع الأخير قدم حراس المرمى الثلاثة العراقي محمد كاصد والمصري عصام الحضري والنيوزيلندي جلين موس أداء ممتاز. وبإمكان كاصد أن يعود الى موطنه سعيداً لأنه إحصائياً كان أفضل حارس في دور المجموعات بحسب مؤشر Castrol فيما سيبقى الأداء البطولي الذي قدمه صاحب القميص رقم 1 في منتخب الفراعنة في المباراة التي فاز بها الأخير على إيطاليا 1-0 عالقاً في الأذهان لفترة طويلة. أخيراً ورغم تلقي شباك موس سبعة أهداف في ثلاث مباريات، قدم حارس المنتخب النيوزيلندي أداء مميز وقام بصد الكرات بطريقة مميزة خلال المباراة الأخيرة في الدور الأول أمام العراق ليساهم في منح بلاده أولى نقاطه على الإطلاق في إحدى بطولات FIFA الكبرى بعد أن انتهت المواجهة بالتعادل السلبي